لاأحبذ الخوض في مواقف قد يتعرض لها الكثير منا .. بلادي السعودية عانت الامرين من تلكم المواقف والكثير من التجني والكذب لدرجة ان بعض اعلام العالم البسونا ثوب الكفر والزندقة ظلما وعدوانا .. ووصمونا بأقذع الاوصاف ..

هذه طبيعة البشرية لانستطيع ان نغيرها ..لكن للاسف كل تلكم الاوصاف رسخت في ذهن بعض الاجيال العربية التي ترى فينا كل عيوب البشرية وقد تغذت عقولها على ذلك ..

قبيل عقدين ونيف من الزمن التقيت بأسرة عراقية مكونه من اب وام وزوجة مع شاب يافع على قارعة طريق الشمال عائدين من الحج وقد تعطلت بهم مركبتهم القديمة نوعا ما.

كانت المشكلة ان نوع سيارتهم الروسية الصنع لايوجد لها قطع غيار واخذت الاسرة لمسافة 80كلم تقريبا الى احدى استراحة الطرق وعدت مع الشاب الى السيارة ومعنا مهندس وبالكاد تم اصلاح السيارة .. إلى هنا كان الامر طبيعا ويفعله اي انسان بلا منة ..لكن الذي فاجأني ان الاب وهو يهم بركوب سيارته قال لي بلهجته العراقية الجميلة والدهشة تعلو وجهه .. “عيني اريد أساِألك انتِ سعودي” رددت بالأيجاب رد قائلا والله نحسب ماكو سعوديين هيتشه..اي هكذا .. كانت الافكار السوداوية تملىء رؤس الكثير من العرب بما فعله الاعلام من إساءة تجاهنا كسعوديين .

قلت له اسألك الله وانت في هذا السن ..هل رأيت مايسؤك من السعوديين في الحج .قال لا والله .. ثم اخذ بيدي قائلا ..نعم ظلمناكم كسعوديين لأن الذي نسمعه غير مانراه فيكم ..هذا الموقف لم احبذ البوح به ولكن الاساءة التي يتعرض لها ابناء بلدي السعوديين وحكومة بلادي من الاعلام المعادي يجعلنا نعيد شريط الاحداث والتجارب التي مررنا بها خلال العقود المنصرمة فقد تعرضت المملكة لأقذع واشنع الحملات وفي كل عام ومع موسم الحج يتأجج لدى اولئك المهرطقون نقل صورا سيئة ولاتمت للواقع بصلة عن جهود المملكة وخدمتها لضيوف الرحمن ..

السعودية ليست بحاجة لمن ينافح عنها فأعمالها الجليلة تظهر عيانا بيانا لكل العالم دون رتوش ولن نمن على المسلمين بالقول في خدمة ضيوف الرحمن لان ذلك شرف اختصنا الله به ونفعله برضى ومحبه ..

مصيبتنا في من يعرف كل تلكم الجهود وكل هذه الحشود البشرية من ابناء المملكة لتخدم ضيوف الله في ارضه ومع ذلك يحاولون تسييس هذا العمل الاسلامي الجليل بأقبح صور الغدر والكذب والخديعة ..ولانعرف إلى اليوم ماذا ستجني قطر ومن في زمرتها من خلق هذه الازمات والمحاولات المستميته لخلق فوضى عارمة بين المسلمين وهم ذاهبون للحج وليس لسفك الدماء .. الحاج يذهب الى مكة تلبية لنداء الله وليس لأعلام قطر ومالها الفاسد ..

والسعودية وان صمتت عن كل قبائح وفجور قطر فهي خادمة لبيت الله ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام وراعية لضيوف الرحمن كي يؤدوا مشاعرهم بكل طمأنينة..

يجب ان يعرف كل مسلم على وجه هذه البسيطة انه مثلما ملكنا سلمان بن عبدالعزيز خادما للحرمين الشريفين فإن كل سعودي من اقصى الشمال الى نقطة الحد الجنوبي ومن منتصف بحرنا شرقا الى تيران وصنافير غربا وعلى طول وعرض رقعة مليونان ومئتان وخمسون الف كيلو متر.. هم خدام لضيوف الرحمن ..وكفى